أمل للتجارة الالكترونية والتسويق

"دلّوني على السوق." مدونة متخصصة في استراتيجيات التسويق الرقمي، ودروس التجارة الإلكترونية، ونصائح تحسين المبيعات عبر الإنترنت. اكتشف معي أدوات فعالة، ودورات مفيدة، وتحليلات تسويقية تساعدك على النجاح في عالم الأعمال الرقمية.

كيف تختار مشهور أو مؤثر للاعلان؟


في عصر التسويق الرقمي، أصبح التعاون مع المؤثرين والمشاهير استراتيجية فعّالة لتحقيق الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات. يعتمد نجاح الحملات الإعلانية على اختيار المؤثر أو المشهور المناسب، حيث يمكن أن يؤدي الاختيار الصحيح إلى تحقيق نتائج مذهلة، بينما يمكن أن يؤدي الاختيار الخاطئ إلى إهدار الموارد دون تحقيق الفائدة المرجوة. في هذا المقال، سنتناول كيفية اختيار المؤثر أو المشهور المثالي للإعلان، مع التركيز على العوامل الأساسية والخطوات العملية لتحقيق النجاح في حملات التسويق بالاستعانة بالمؤثرين.


ليش التعاون مع المؤثرين والمشاهير مهم؟



تعاون العلامات التجارية مع المؤثرين والمشاهير يقدم العديد من الفوائد:

1. الوصول إلى جمهور واسع: يمتلك المؤثرون والمشاهير قاعدة جماهيرية كبيرة يمكن أن تساهم في زيادة وعي العلامة التجارية.

2. زيادة الثقة والمصداقية: يعتبر المتابعون المؤثرين مصادر موثوقة للتوصيات، مما يعزز من مصداقية المنتجات أو الخدمات المعلن عنها.

3. زيادة المبيعات: يمكن أن تؤدي توصيات المؤثرين إلى زيادة مباشرة في المبيعات، حيث يميل المتابعون إلى شراء المنتجات التي يوصي بها المؤثرون المفضلون لديهم.


العوامل المهمّة عند اختيار المؤثر:


1. الجمهور المستهدف

أحد أهم العوامل في اختيار المؤثر هو معرفة جمهورك المستهدف والتأكد من أن جمهور المؤثر يتطابق معه. يجب أن تعرف من هو جمهورك المثالي وما هي اهتماماته واحتياجاته. استخدم الأدوات التحليلية لفهم ديموغرافيا وسلوك جمهورك، ومن ثم ابحث عن المؤثرين الذين يمتلكون جمهوراً مشابهاً.

2. النوع والمجال

كل مؤثر يبرز في مجال معين مثل الموضة، الجمال، الرياضة، التكنولوجيا، أو السفر. يجب اختيار المؤثر الذي يتخصص في المجال الذي يتوافق مع منتجاتك أو خدماتك. مثلاً، إذا كنت تروج لمستحضرات تجميل، فمن الأفضل التعاون مع مؤثرين في مجال الجمال والموضة.

3. مستوى التأثير

يتفاوت المؤثرون من حيث حجم جمهورهم ومستوى تأثيرهم. يمكن تصنيف المؤثرين إلى ثلاث فئات رئيسية:

- المؤثرين الكبار (Mega-Influencers): هؤلاء لديهم ملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي. يتميزون بقدرتهم على الوصول إلى جمهور واسع، ولكن تكاليف التعاون معهم تكون عالية.

- المؤثرين المتوسطون (Macro-Influencers): يتراوح عدد متابعيهم بين مئات الآلاف إلى مليون. يعتبرون خياراً جيداً للشركات التي تبحث عن تحقيق توازن بين التكلفة والوصول.

- المؤثرين الصغار (Micro-Influencers): لديهم أقل من 100 ألف متابع. يتميزون بتفاعل عالي مع جمهورهم وموثوقية كبيرة، ويعتبرون خياراً ممتازاً للعلامات التجارية الصغيرة أو ذات الميزانية المحدودة.


 4. التفاعل والمشاركة

عدد المتابعين ليس هو العامل الوحيد المهم، بل يجب النظر إلى مستوى التفاعل والمشاركة. المؤثر الذي يتفاعل معه جمهوره بشكل كبير يمكن أن يكون أكثر قيمة من المؤثر الذي يمتلك عدد كبير من المتابعين دون تفاعل. يمكنك تحليل معدلات الإعجاب، التعليقات، والمشاركة على منشورات المؤثر لتحديد مستوى التفاعل.

 5. القيم والرسالة

يجب أن تتوافق قيم ورسالة المؤثر مع قيم ورسالة علامتك التجارية. التعاون مع مؤثر يحمل قيمًا متناقضة يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية ويضر بسمعة العلامة التجارية. تأكد من مراجعة محتوى المؤثر وفهم مواقفه وآرائه قبل اتخاذ قرار التعاون.


 خطوات عملية لاختيار المؤثر المناسب

 1. ابحث وحلّل بنفسك

ممكن استخدام الأدوات والمنصات المتاحة للبحث عن المؤثرين. بعض الأدوات الشائعة تشمل:

BuzzSumo: لتحليل المحتوى والمؤثرين في مجالك.

HypeAuditor: لتحديد المؤثرين والتحقق من أصالة المتابعين.

Followerwonk: لتحليل وتحسين حضورك على تويتر والعثور على المؤثرين المناسبين.

ابحث عن المؤثرين الذين يظهرون اهتمامًا بمجالك ومنتجاتك.


2. راجع المحتوى

قبل التواصل مع المؤثر، راجع محتواه على منصات التواصل الاجتماعي. لاحظ نوعية المنشورات، التفاعل مع المتابعين، ومستوى الاحترافية. تأكد من أن المحتوى يتناسب مع صورة علامتك التجارية.


3. التواصل وبناء علاقة

بعد تحديد المؤثرين المحتملين، تواصل معهم بطريقة محترمة ومهنية. قدم نفسك وعلامتك التجارية بوضوح، ووضح أهداف التعاون والفوائد المحتملة للمؤثر. بناء علاقة جيدة مع المؤثر يمكن أن يؤدي إلى تعاون طويل الأمد ومثمر.


 4. التفاوض على الشروط

حدد بوضوح الشروط والتوقعات من التعاون. يتضمن ذلك:

نوع المحتوى: الصور، الفيديوهات، القصص، إلخ.

جدول النشر: مواعيد وتوقيت المنشورات.

التعويض: يمكن أن يكون على شكل مبلغ مالي، منتجات مجانية، أو نسبة من المبيعات.

متابعة الأداء: كيف سيتم قياس نجاح الحملة (مثل معدلات النقر، التفاعل، المبيعات).


 5. التوقيع على العقد

بعد الاتفاق على الشروط، تأكد من توقيع عقد رسمي يوضح جميع التفاصيل والشروط. العقد يحمي حقوق كلا الطرفين ويضمن تنفيذ الاتفاقيات بشكل صحيح.


استراتيجيات لتحقيق أقصى استفادة من التعاون

1. التخطيط الجيد للحملة

خطط للحملة بشكل دقيق من البداية. حدد الأهداف بوضوح، سواء كانت زيادة الوعي بالعلامة التجارية، تحقيق مبيعات، أو زيادة التفاعل. استخدم هذه الأهداف لتوجيه استراتيجية المحتوى والتعاون مع المؤثر.


 2. اعطاء الحرية الإبداعية للمؤثر

المؤثرون يعرفون جمهورهم أفضل من أي شخص آخر. أعطهم الحرية لإبداع المحتوى بأسلوبهم الخاص. هذا يساعد في جعل المحتوى أكثر أصالة وجاذبية لجمهورهم.


 3. المتابعة والتقييم المستمر

راقب أداء الحملة بانتظام واستخدم الأدوات التحليلية لقياس النجاح. قياس العائد على الاستثمار (ROI) يساعد في تحديد ما إذا كانت الحملة تحقق أهدافها أم لا. استخدم البيانات لتحسين الحملات المستقبلية.


 4. التواصل الدائم مع المؤثر

الحفاظ على تواصل مستمر مع المؤثر يضمن سير الحملة بشكل سلس. تواصل بانتظام لمناقشة الأداء، الرد على الاستفسارات، وتقديم الملاحظات.


5. التكيف مع التغيرات

سوق التسويق بالمؤثرين متغير باستمرار. كن مرنًا وجاهزًا للتكيف مع التغيرات. قد تحتاج إلى تعديل استراتيجياتك بناءً على ردود الفعل والأداء.


 أمثلة ناجحة لتعاون العلامات التجارية مع المؤثرين


1. حملة L’Oréal وEva Longoria

تعاونت L’Oréal مع الممثلة الشهيرة Eva Longoria في حملة تسويقية كبيرة. استخدمت الحملة مقاطع فيديو ومحتوى بصري لعرض منتجات العناية بالشعر. كانت الحملة ناجحة في زيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات.


 2. حملة Nike وCristiano Ronaldo

تعاونت Nike مع لاعب كرة القدم العالمي Cristiano Ronaldo في حملة تسويقية واسعة النطاق. استخدمت الحملة وسائل التواصل الاجتماعي والفيديوهات لعرض منتجات جديدة من Nike. هذا التعاون ساهم في تعزيز مكانة العلامة التجارية وزيادة مبيعات المنتجات الرياضية.


 3. حملة Daniel Wellington ومؤثري إنستغرام

اعتمدت شركة الساعات Daniel Wellington على مؤثري إنستغرام في بناء علامتها التجارية. من خلال التعاون مع عدد كبير من المؤثرين ونشر صور جذابة، تمكنت الشركة من بناء قاعدة جماهيرية واسعة وزيادة مبيعاتها بشكل كبير.


التحديات وكيف تتغلب عليها


1. اختيار المؤثر الخاطئ

اختيار المؤثر الخاطئ يمكن أن يؤدي إلى نتائج سلبية. لتجنب ذلك، تأكد من إجراء بحث مكثف وتحليل دقيق للجمهور والمحتوى قبل التعاون.


 2. نقص التفاعل المتوقع

قد لا تحقق بعض الحملات التفاعل المتوقع. للتغلب على هذا التحدي، تأكد من تقديم محتوى جذاب ومناسب للجمهور المستهدف، وكن مرنًا في تعديل الاستراتيجيات إذا لزم الأمر.


3. التكلفة العالية

التعاون مع المؤثرين الكبار قد يكون مكلفًا. لتجنب هذا التحدي، ابحث عن المؤثرين الصغار الذين يمتلكون جمهورًا مخلصًا وتفاعلًا عاليًا، حيث يمكن أن يكونوا خيارًا فعالًا من حيث التكلفة.


أخيرًا..

من خلال اتباع الخطوات العملية وتطبيق الاستراتيجيات الفعّالة، يمكن للعلامات التجارية تحقيق نجاح كبير في حملات التسويق بالمؤثرين. يعتمد النجاح على البحث الدقيق، التخطيط الجيد، والتواصل المستمر مع المؤثرين. كما أن تقييم الأداء والتكيف مع التغيرات يساعد في تحسين الحملات المستقبلية وضمان تحقيق الأهداف المرجوة.

التسويق بالمؤثرين ليس مجرد وسيلة إعلانية، بل هو شراكة استراتيجية يمكن أن تعزز من مكانة العلامة التجارية وتزيد من ولاء العملاء. اختيار المؤثر المناسب وبناء علاقة قوية ومستدامة معه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على نمو العلامة التجارية ونجاحها على المدى الطويل. استثمر الوقت والجهد في اختيار المؤثر المناسب، وسترى النتائج تتحقق بوضوح وفعالية في حملاتك التسويقية.

إرسال تعليق