لطلب خدمة كتابة محتوى لمشروعك املأ الفورم هنا ؛ خلّي صوت علامتك التجارية مسموع

مدونة أمل

العمل هو التغيير الذي نحب أن نراه في العالم

قصة الصحابي التاجر عثمان بن عفان رضي الله عنه

قصة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكيف بدأ تجارته من الصفر واستراتيجيته الخماسية في الربح




قصة الصحابي التاجر عثمان بن عفان رضي الله عنه



قررت البدء بسلسلة مقالات جديدة عن أعلام من التجار سواءً في عهد قديم أو في عهد جديد، لأن في قصصهم عبرة وحياة، ونبدأ بعثمان بن عفان رضي الله عنه، ثالث الخلفاء الراشدين وُلد في سعة من العيش ، كان والده تاجرًا وكانت لديه قوافل تجارية من الحجاز لبلاد الشام، وعند وفاته ترك ثروة كبيرة أمسك إدارتها ابنه عثمان الذي أكمل مسير والده وكان منذ الجاهلية يبذل في أعمال الخير.

إلى أن جاءت بعثة النبي ﷺ وكان عثمان ممن آمن وأسلم واتبع محمد ﷺ ، بدأت قبيلة قريش في مكة تستشير غضبًا تجاه دعوته ﷺ فبدأت بالتضييق على صحابته وأذيتهم ، وعندما شُرّعت لهم الهجرة إلى المدينة وحزم عثمان رضي الله عنه أمتعته استعدادًا للرحيل عن مكة، فحجرت قريش أموال الصحابة المهاجرين تضييقًا عليهم ومحاولة لردهم عن قرارهم!

لكن عثمان رضي الله عنه أصرّ على الخروج تاركًا لهم كل ما يملك، هاجر إلى المدينة ولم يكن معه أي شيء إلا القليل من زاد الطريق..






تجارة من الصّفر

بعد الهجرة بدأ بالتفكير في العمل واكمال المسير وعندما سُئِل عن سر غناه أجاب: "كنتُ أعالج وأنمِّي، ولا أزدري ربحا، ولا أشتري شيخا، وأجعل الرأس رأسين" هذه الخماسية كانت استراتيجيته التجارية، كان "يعالج" تجارته أي يتابعها بنفسه ويقوم على مشكلاتها ويصبر على تحدياتها دون يأس أو انسحاب، وكان "ينمّي" أي يعيد استثمار أرباحه بدلًا من انفاقه وهذا ساعده على تنمية رأس المال، "ولا أزدري ربحًا" ما كان رضي الله عنه يحتقر الربح القليل بل يرضى به وهذا يساعد على سرعة تجديد البضائع ويكسب رضا زبائنه، "ولا أشتري شيخًا" يعني أنه كان يتجنب شراء السلع القديمة أو المستهلكة ويفضل شراء السلع الجديدة وقد يكون معناه أنه يواكب التغيير في البضائع، "وأجعل الرأس رأسين" ما كان يضع كل ماله في نوع واحد من الاستثمار بل ينوّع في استثماراته ، بذلك يقوم بتقليل المخاطر المحتملة.


كان عثمان بن عفان رضي الله عنه يتاجر في البر والبحر ويسافر إلى الشام والحبشة وكان يتاجر في عدة سلع، القمح والتمور والشعير والزبيب وغيرها، وكان ينتهج هدي الرسول ﷺ في حديث صحيح من كتاب صحيح الجامع أنه ﷺ  قال : "رَحِمَ اللهُ عبدًا سَمْحًا إذا باعَ ، سَمْحًا إذا اشْتَرى ، سَمْحًا إذا قَضَى ، سَمْحًا إذا اقْتَضَى" 

بلغت ثروة عثمان بن عفان رضي الله عنه نحو ٣٠ مليون درهم فضّي و١٥٠ ألف دينار ذهبي و١٠٠٠ بعير وصدقات تقدّر بـ ٢٠٠ ألف دينار، بالإضافة إلى الأصول من البيوت والأراضي والبضائع وغيرها.

وقف عثمان رضي الله عنه

من أكثر مواقف عثمان بن عفان رضي الله عنه في ذاكرتي هو قصة بئر رومة، فبعد هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة وازدياد عددهم فيها، زاد احتياج المسلمين للماء وكان يوجد بئر من أكبر آبار المدينة هو بئر رومة وكان البئر ملكًا رجل يهودي ، فكان يحتكر الماء ويبيعه للمسلمين، عرض عليه عثمان رضي الله عنه شراء البئر فرفض اليهودي!
ثم عرض عليه عثمان رضي الله عنه شراء نصف البئر فيكون يومًا له ويوم لليهودي ليبيع منه الماء، فوافق اليهودي وظنّ أن عثمان سيرفع سعر الماء فينصرف عنه الناس ويزيد مكسب اليهودي، لكن ما حدث أن عثمان بن عفان وهب يومه للمسلمين يشربون منه دون مقابل! حتى قلّ طلب الماء من اليهودي فشعر بالخسارة الكبيرة، ثم طلب منه عثمان أن يشتري باقي البئر فوافق اليهودي واشتراه عثمان رضي الله عنه مقابل ٢٠ ألف درهم ثم وهب رضي الله عنه هذا البئر للمسلمين.

يسقي هذا البئر أهل مكة إلى هذا اليوم ، رضي الله عن عثمان بن عفان.

حياة هذا الصحابي الجليل زاخرة بالأحداث والدروس لكن هذه المواقف هي أبرز ما أحفظه في ذاكرتي وما يمكنك كتاجر أن تقتدي به ولعلي أستزيد أكثر فأكتب.

دمتم بخير

إرسال تعليق