ما هو التسويق بالعمولة؟!
التسويق بالعمولة نوع من أنواع التسويق، فكرته أنك تقوم بترويج منتج أو خدمة وتتفق مع البائع أن أي عملية شراء تتم يكون لك نسبة أرباح منها (عمولة)، فيرسل لك رابط خاص بك لحساب الإحالات التي تتم من خلالك، وتسطيع القيام بهذه المهمة إن كان لديك جمهور في منصة ما أو مدونة أو قناة في تليقرام وهكذا، بحيث تنشر فوائد الخدمة وتضع رابطك الخاص وهذا هو نموذج العمل ببساطة، يفيدك ويفيد الشركة (صاحبة المنتج أو الخدمة) ويستفيد المستهلك أيضًا.
كيف تبدأ مجال التسويق بالعمولة ؟
ركائز التسويق بالعمولة
نظام التسويق بالعمولة يتكون من ٤ أطراف:
الشركة أو التاجر الذي يملك الخدمة أو المنتج ويدير برنامج التسويق بالعمولة، المروّج أو الناشر هو الشخص الذي يروّج للمنتجات مقابل العمولة، الوسيط الذي يربط بينهما وهذا الوسيط يساعد في تتبع العمليات ودفع العمولات وأخيرًا الشخص المستهلك الذي سيقوم بشراء المنتج أو الخدمة من خلال الرابط الترويجي الخاص بالمروّج.
كيف تبدأ بجني الأرباح من خلال التسويق بالعمولة؟
سأخبرك بتجربتي في التسويق بالعمولة، وكيف تقدّم عليها وتبدأ بجني الأرباح، أول وأهم خطوة هي أن تنشئ لك مدونة تهتم بمجال محدد ومطلوب وبعد ذلك تنشر المواضيع حول هذا المجال والموضوع، أو تنشئ قناة على تليقرام أو تبني جمهور على تيك توك أو أي منصة من منصات التواصل الاجتماعي. لابد من انشاء منصة وصناعة محتوى في مجال معين Niche تختاره وتبدأ بتكوين جمهور.
ثاني خطوة تنضم إلى برنامج تسويق بالعمولة تقدمه شركة معينة مثل Amazon Associate تقوم بالتسجيل وتقديم معلوماتك الأساسية وتقدّم لهم رابط الموقع أو التليقرام أو حسابك في تيك توك أو انستقرام أو منصة إكس - أيًّا تكن طريقتك، وتنتظر قبول طلبك من الشركة.
الشركة تمنح القبول للأشخاص ذوي الجمهور الكبير والمتفاعل غالبًا، لأنني سبق وقدمت طلب لعدة شركات وكانت ترفض العرض، وقتها لم يكن لدي جمهور كبير على تيك توك، لكن بعد نمو الحساب والجمهور تم قبول الطلب من اليوم الأول (خلال ٢٤ ساعة).
هذه أهم خطوتين، بعد قبول الشركة لعرضك تقوم باختيار الخدمات أو المنتجات التي ستقوم بالترويج لها، شخصيًّا أقوم بالترويج للمنتجات التي أستخدمها بشكل شخصي وتفيدني، لأنني لا أستطيع التحدث عن منتج لم أقم بتجربته من قبل! ولو اخترعت كلمات لن تظهر الثقة في محتواك -مهما فعلت- لأنك لم تجربه من قبل.. لذلك ومن باب الأمانة لا أتحدث عن منتج أو خدمة إلا بعد أن أقوم بتجربتها شخصيًّا.
هنا مقال يساعدك تصبح كاتب محتوى مبدع
بعد التسويق للمنتج أو الخدمة تقدّم لجمهورك الرابط الترويجي الخاص بك، هذا الرابط تحصل عليه بمجرد قبول الشركة لطلبك، ثم تنطلق وتنشر محتواك على المنصة المناسبة لك، ولابد من تقديم محتوى مناسب وقيّم يفيد جمهورك حتى يتشجع الجمهور على النقر على رابطك الخاص ثم بعد ذلك يقوم بعملية الشراء.
بعد أن تبدأ عمليات الشراء من خلال رابطك الخاص ستصلك العمولة على حسابك البنكي الذي أدخلته مسبقًا، وتكون نسبة العمولة حسب الاتفاق المسبق بينك وبين الشركة، وتستطيع متابعة العمل من خلال نافذة تتيحها لك الشركة عبر موقعها للتسويق بالعمولة ، تستطيع رؤية النقرات وعمليات الشراء والأرباح التي حصلت عليها، مثلًا هذه نافذة برنامج أمازون للتسويق بالعمولة
سجلت في برنامج أمازون لحظة كتابتي للمقال لذلك لم أبدأ الترويج بعد ولا توجد أي أرقام P:
لعلي أعود بعد ٦٠ يوم لهذا المقال وأشارككم النتائج بإذن الله =)
أخطاء فعلتها أدت لفشل مشروع التسويق بالعمولة
١. اختيار عشوائي للمجال والمنتجات بدون دراسة أو تفكير، تعلمت أختار منتج أحب اقتناءه وفي نفس الوقت سعره"غالي" بحيث ربحي يكون أعلى.
٢. تقديم محتوى عادي! لأني لم أجرب المنتج من قبل ولا أدري ماهي سلبياته ولذلك فشل المحتوى في تحقيق قيمة ، ولم يبنِ ثقة مع الجمهور. برأيي المحتوى لابد يكون جذّاب وخاطف، تبدأ بعرض المشكلة ثم تعطي جمهورك الحل، لا تصنع فيديو يتحدث عن مميزات المنتج فقط وبدون تجربة، التجربة تبني ثقة بشكل كبير خاصة عندما تذكر بعض السلبيات وتتحدث كيف تغلبت عليها.
٣. عمل مدونة أو موقع تشرح فيه المنتج أو الخدمة ثم تضع في نهايتها رابط التسويق بالعمولة ( أنشأتها بتكلفة 0 ريال من خلال مدونات قوقل العادية ) وقد لا تحتاج لها ، لكن في أحد المنتجات قمت بتسويق لخدمة ذكاء اصطناعي لذلك احتجت لموقع أشرح فيه طريقة التسجيل وطريقة عمله ، وهكذا تقرر حسب نوع منتجك، توجد منتجات يمكنك الاعتماد على منصات التواصل فقط دون الحاجة إلى موقع أو مدونة.
٤. رأيت مدونين يهتمون بانشاء رسائل بريدية مفيدة وملهمة أسبوعية بحيث يجلبون لها جمهورهم من وسائل التواصل ويسوقون للمنتج من خلال رسائل البريد عبر خدمة (Mailchimp) مثلًا وغيرها. هذه الطريقة فعالة جدًا في جلب الأرباح، كان المنتج المسوّق له كتاب فكانت طريقة مناسبة جدًا للجمهور.
ختامًا..
التسويق بالعمولة هو نموذج تسويقي رائع سواءً للشركات أو للأفراد وكذلك للمستهلكين (خاصة إن كنت تقدم لهم منتج مفيد ويقدم حل حقيقي يحسّن من جودة حياتهم) ، التسويق بالعمولة للشركات فكرة بتكلفة ليست كبيرة وللأفراد ربح اضافي سلبي ممتاز وبتكلفة صفرية حرفيًّا وتنويع في الدخل وكذلك سهل مقارنةً بانشاء مشروع برأس مال معيّن.
توجد تحدّيات في هذا المجال مثل المنافسة، لكن باعتقادي أن في عالمنا العربي المنافسة ليست كبيرة في منصات التدوين، نادرًا تجد كتاب محتوى، لكن في التواصل الاجتماعي ولبعض المنتجات هناك منافسة شديدة.
ومن التحديات أيضًا هو التزامك بالمصداقية والأمانة مع جمهورك، لا تروّج لمنتج ذو جودة منخفضة أو تصنع محتوى لمجرد الربح فتخسر ثقة جمهورك، المحتوى الصادق والشفاف مميز والمستخدم اليوم ذكي جدًا ويستطيع التمييز بين المحتوى الصادق والمحتوى المضلل.
المحتوى التسويقي والأفكار التسويقية عالم متجدد وقابل للتغيير ، خاصة مع كثرة تحديثات المنصات لخواريزمياتها وصعوبة وصول المحتوى للجمهور، ولعل هذا أكبر تحدّي أن تكون قادرًا على التكيّف مع التغيير وأن تستمر في تقديم محتوى قيّم لجمهورك وتجرّب أكثر من أسلوب بأكثر من طريقة وتواكب الـ "ترند" بما لا يخل بمبادئك.
في هذا المقال لم أعرض تجربتي كونها لم تكتمل بعد، وذكرت أكثر من طريقة ومثال ولم أركّز على شيء واحد، ما وددت حصر هذا المجال في طريقة واحدة ومجال واحد، وتعمدت الكتابة عن التحديات والصعوبات حتى أظهر لك الصورة كاملة، أرجو أن يلهمك المقال بفكرة وأن يفتح لك بابًا جديدًا أو فرصة قادمة.
دمتم بخير