كيف صار البودكاست أداة تسويقية ؟ كيف تبدأ بودكاست ناجح ؟
البودكاست هو نوع من أنواع تقديم المحتوى الصوتي (والمرئي أحيانًا) ، قرأت تجربة لرائد الأعمال آدم ويتي (رئيس تنفيذي لشركة Advantage Media Group ) عندما أنشأ بودكاست لمجرد أنه يريد ذلك! يقول: "عندما أطلقت البودكاست الخاص بي في الخريف الماضي، لم أره مجرد منصة أخرى فحسب، بل كان جزءًا ضروريًا من صورة أكبر — يسد فجوة حاسمة في الطريقة التي أُوصل بها رسالتي حول بناء العلامة الشخصية وتعزيز السلطة المهنية مع الرؤساء التنفيذيين، ورواد الأعمال، والمؤلفين، والمحترفين."
اليوم الناس مشغولين أكثر من أي وقت مضى، الحياة أصبحت -لحدٍّ ما- طاحنة، نعم هناك أشخاص يستمتعون بقراء الكتب والمقالات والمدونات كمصادر اطلاع وثقافة والهام، لكن أن يخصص أحد منا وقتًا للجلوس والقراءة فيكاد يكون ذلك صعبًا! أما أن تستمع لبودكاست؟ عالم وقصة مختلفة.
في السيارة، في وقت الاستراحة، في الطريق للعمل أو في السفر، أثناء تحضير الطعام، وفي أوقات الانتظار... يسهل علينا تشغيل حلقة بودكاست والاستمتاع وملأ هذا الوقت الضائع بما يفيد بدلًا من قتله بالتذمر والملل! وهذا أحد الأسباب التي جعلت للبودكاست وسيلة قيّمة للمفكّرين الذين يرغبون بالوصول إلى جمهورهم أينما كانوا.
في هذا المقال سأتناول نقاط مهمة ذكرها آدم ويتي لنجاح البودكاست.
البودكاست في احصائيات دول الشرق الأوسط
حسب التقارير الإحصائية في Markettiers MENA فإن دولتي السعودية والإمارات تتساوى في الأرقام، حيث يستمع 16٪ (1.3 مليون) من البالغين إلى البودكاست مرة واحدة على الأقل أسبوعياً. وتظهر أن 21% من النساء أنهن يستمعن للبودكاست بانتظام بينما الرجال 11% منهم فقط من يستمعن إليها بانتظام. و93% من الأشخاص الذين دخلوا الاستطلاع يثقون في البودكاست أكثر من أي وسيلة إعلامية أخرى!
وفي تقرير صادر عام 2020 عن Amaeya Media تقول أن غالبية مستمعي البودكاست يفعلون ذلك أثناء القيام بمهام متعددة – غالباً أثناء التنقل، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو العمل.
ويُفضل (50٪) من المستمعين الاستماع إلى محتوى ترفيهي، يليه محتوى التنمية الذاتية والتحفيز (36٪)، و 8٪ فقط يهتمون بالأخبار والأحداث الجارية. كذلك 35٪ من المستمعين يستخدمون تطبيق Apple Podcasts، و33٪ يستخدمون Spotify
كما أن 66٪ من المستمعين يقولون إنهم لا يتخطون الإعلانات؛ وبعضهم يقول إنه يكتشف العلامات التجارية من خلال هذه الإعلانات، بينما 9٪ فقط يرون أنها مزعجة فعلاً.
كيف تقدم بودكاست ناجح؟
ما يميز البودكاست عن غيره من منصات تقديم المحتوى أنه أقرب إلى أذن المستمع، المساحة بينكما دافئة وقريبة وبعيدة عن التشتت، كذلك البودكاست كونه في الغالب يتناول جوانب من حياة انسان ما من كفاحه، سواءً كان مدير تنفيذي، رائد أعمال، شاعر، كاتب ..الخ ويشارك أفكاره ورؤاه بشكل شفاف، عفوي، حقيقي وصادق، كل ذلك سيلامس الجمهور بطريقةٍ ما ويجعله يبني علاقة مع هذا الشخص وقد يرتبط الاسم بعلامة تجارية معينة ترتبط في ذهن الجمهور بهذا الصوت. وقد يكون البودكاست فردي أو حواري.. لكن ما هي أهم ركائز نجاح البودكاست؟
أولًا: الأصالة
أن يكون اللقاء عفوي غير مكتوب، قد تتفقون بالأفكار التي تودون طرحها مسبقًّا لكن مهم يكون عفوي بحيث يشعر المستمع بوجود علاقة قوية بينه وبين المضيف، هذا سيولّد شعور بالألفة والراحة خاصّة عندما يعرف الجمهور لغتك ونبرتك، البودكاست يجعل الناس كأنهم يعرفونك حتى وإن لم يلتقوا بك!
ثانيًّا: اختيار الضيوف
قد تكون الحلقات الفردية قويّة ومؤثرة فعلًا، لكن وجود ضيف سيعزز قيمة البودكاست وقد يوسّع وصولك لجمهور أكبر خاصّة إن كان برنامج البودكاست في بداياته، كما أن خبرة ضيفك ستضيف وزنًا للحلقة، كما أن وجود ضيف معك سيخفف عبء الحديث بمفرك لفترة طويلة وقد يخلق حوارات جديدة وتصبح الحلقة أكثر تشويقًا!
ثالثًا: ليكن اللقاء محادثة لا مقابلة
الفرق بين المحادثة والمقابلة، أن في المحادثة الحوار يأتي بشكل طبيعي وعفوي، نعم عليك الاستعداد مسبقًا ويجب أن تعرف إلى أين تريد أن تذهب في الحوار لكن دع مجالًا للفضول والمفاجأة؛ هنا تظهر الأفكار الحقيقية واللحظات غير المتوقعة، ولعل هذا ما يسمّى بتثوير الأفكار، حتى لو تعثّر أحد وخرج عن الموضوع قليلًا، لا بأس هذا جزء من الواقعية التي يحبها الجمهور.
رابعًا: اجعله اطلاق سهل ليكبر التأثير
لا تحتاج لستديو ضخم - خاصة في البداية - أو ميزانية كبيرة لتبدأ! يكفي أن تملك كمبيوتر محمول، اتصال بالانترنت وميكرفون جيد ومساحة هادئة باضاءة جيدة.
لقد بدأت بودكاست من جوالي ، كنت أكتب الحلقة وأسجلها في ظروف هادئة وغرفة مغلقة بمايكرفون الايفون نفسه وأعدل المقطع على تطبيق قراج باند في الآيفون ثم أنشره كحلقة في سبوتيفاي، كنت سعيدة لأني أسجّل أفكاري!
خامسًا: أسئلة مهمّة أثناء الاعداد وقبل الانطلاق
البودكاست ليس مجرّد خلق محتوى والسلام! بعد الاعداد اسأل نفسك، هل هذا محتوى مفيد وممتع؟ هل يعكس قيمك وشخصيتك؟ هل سيحرّك الجمهور لاتخاذ خطوة ذات قيمة ومعنى؟ هل ستقدّم قيمة فريدة بشكل مستمر؟
إذا كانت الإجابة نعم فأنت على الطريق الصحيح، وهكذا أنت تقدّم محتوى بمهنيّة عالية وتدعو الآخرين للدخول إلى عالمك
المهنية وتدعو الآخرين للدخول إلى عالمك.
اقرأ: كيف تبني استراتيجية محتوى لمشروعك؟
سأختم مقالي بما قاله آدم ويتي.. في عالم فقير إلى التركيز والانتباه، يقدم البودكاست شيئًا مختلفًا، يقدّم الوقت والثقة والعمق، استخدمها بذكاء وستصل رسالتك أبعد مما تتصوّر.
دمتم بخير.