ماهو حجم تأثير التسويق بالمحتوى الكوميدي على الجمهور؟ كيف تتقن هذا الفن!
بيئة التسويق الرقمي أصبحت شديدة المنافسة، وأساليب التسويق أصبحت إلى حد ما مملة! خاصّة أن معظم مستخدمي السوشال ميديا يستخدمونها للمرح والترويح عن النفس ، لذلك برز المحتوى الكوميدي مؤخرًا كعنصر ترفيهي ودعمته الخواريزميات كون المستخدمون يتفاعلون معه بمشاركته مع أصدقائهم بكثرة وهذا ما تفضّله المنصة وتدعم هذا النوع من المحتوى.
أكثر من مجرد ضحك
ما مدى تأثير استخدام أسلوب الفكاهة والمواقف الساخرة داخل الاعلانات؟ هذا أحدث تفاعل عاطفي مع الجمهور الذي غالبًا يفضّل المحتوى الترفيهي على المحتوى الجاد. نشرت مجلة Fast Company في 2024 أن 90% من مستخدمي السوشال ميديا يتذكرون الإعلانات الكوميدية أكثر من غيرها و72% يفضلون التعامل مع العلامات التي تستخدم الفكاهة في محتواها، وكذلك الاعلانات المضحكة يتم مشاركتها بمعدل 3 مرات أكثر من غيرها وتقول أن 80% من المستهلكين يميلون لتكرار شراء المنتج إذا كانت العلامة مضحكة!
ما سر نجاح المحتوى الكوميدي في التسويق؟
توجد أسباب رئيسية تجعل الكوميديا فعالة أكثر من غيرها من الأساليب في التسويق الرقمي منها أنها تجذب الانتباه بسرعة فالعقل البشري يستجيب للفكاهة، والمحتوى الكوميدي يشغل مناطق الذاكرة والعاطفة في الدماغ في نفس الوقت ما يزيد احتمال تذكر العلامة التجارية.
حسب Builtin المنشورات الفكاهية تحصد تفاعل أكبر بـ ٣ مرات من غيرها سواءً اعجاب أو مشاركة، كذلك برأيي أننا في زمن المسؤليات والضغوطات المتعددة فيلجأ الإنسان لمصدر راحة من خلال المحتوى المضحك. كما أن هذا النوع من المحتوى سهل وسريع الانتشار بدون تكاليف.
كيف تصنع محتوى كوميدي سريع الانتشار؟
صناعة محتوى كوميدي سريع الانتشار (Viral) تحتاج فهم عميق للجمهور، وذكاء في التوقيت، وإبداع في تقديم الفكرة. أول خطوة هي تحديد الفئة العمرية والثقافية التي تود تقديم هذا المحتوى لها، لأن الضحك مرتبط بالخلفية الاجتماعية والاهتمامات اليومية. بعد ذلك، اختر موضوع قريب من حياة الناس، شيء بسيط، مألوف، وقد يكون مصدر إزعاج يومي أو مفارقة معتادة — مثل تعامل الأهل مع التكنولوجيا، أو المواقف المحرجة في الأماكن العامة.
السر في الانتشار السريع هو "الإحساس اللحظي" — أن يشعر المشاهد أن هذا المقطع يُجسد ما يشعر به أو مرّ به بالفعل. لذلك، يجب أن تبدأ بالفكرة من لحظة جذابة أو عبارة "ترند" معروفة، ثم تبني حولها سيناريو بسيط وسريع، لا يتعدى دقيقة أو دقيقتين. الكوميديا هنا تعتمد على التوقيت (Timing)، وهو ما يجعل النكتة تُضحك في اللحظة المناسبة، لا قبلها ولا بعدها.
مثلًا.. لو نقدم محتوى ترفيهي لخدمة اصلاح الدراجات الهوائية، كيف نصوغ الفكرة؟
شاب يحاول اصلاح دراجته ويستخدم حلول "عبقرية" لينتهي به المطاف للاتصال بخدمة اصلاح الدراجات.
العنوان:
لما تحاول تصلّح دراجتك بنفسك… والنهاية؟ 😂السيناريو (مدة المقطع: 45 – 60 ثانية):
(المشهد الأول – لقطة سريعة على الدراجة مع إطار مفرغ من الهواء)
الممثل: "ما في داعي أروح عندهم، كل شي موجود في اليوتيوب!"
(يحضر أدوات غير مناسبة: شوكة، لاصق شفاف، ومضخة بالونية)
يحاول نفخ العجلة بمضخة حفلات، تنفجر البالونة بدل العجلة.(المشهد الثاني – يحاول استخدام لاصق شفاف لإغلاق ثقب الإطار)
ثم يركب الدراجة بحماس، يمشي مترين ثم يقع بطريقة درامية.(المشهد الثالث – لقطة عليه يتحدث من على الأرض)
"أوكي... اتصلوا بالشباب في WheelFix يجوا ياخذوا الدراجة!"
(تظهر شاشة فيها اسم الخدمة ورقم الهاتف/الانستغرام)
(ختامية – شعار ساخر يظهر على الشاشة):
"خلي دراجتك تمشي، مو تمشي عليك!" 🚲💥
ممكن أيضًا استخدام مونتاج ذكي واضافة مؤثرات صوتية بسيطة تزيد من فعالية النكتة، ولكن الأهم أن لا يكون الفيديو مُبالغًا في انتاجه، لأن الناس تنجذب أكثر للمحتوى العفوي والطبيعي. ولا تنسَ أن تضع عنوانًا جذابًا أو تعليقًا ساخرًا يُثير الفضول دون أن يحرق النكتة.
واحرص على التفاعل مع الجمهور، فالتعليقات قد تلهمك بأفكار جديدة، وبعض المتابعين قد يساعدون في نشر الفيديو فقط لأنك كتبت لهم رد مضحك. دائمًا خفة الظل، البساطة، والذكاء في فهم "مزاج الناس في العالم الرقمي" هي مفاتيح صناعة محتوى كوميدي يحقق الانتشار السريع.
مقال مساعد: كيف تصبح كاتب تسويقي مبدع؟
متى تفشل الكوميديا في التسويق؟
رغم أن محتوى الكوميديا سريع الانتشار ويحقق نتائج تحبها الشركات، إلا أن هناك معضلات تفشل أمامها الكوميديا بعضها تحدث دون قصد، مثل سوء فهم الجمهور للنكتة المطروحة فيؤدي ذلك إلى نتائج عكسية (مثل اعلان عطور عساف لما تطرق لجيل التسعينات) ، بالإضافة إلى أن بعض المحتوى المضحك قد يسيء إلى فئة معينة من الجمهور فتجد هجمات عكسية مضادة، وأحيانًا قد تبدو الكوميديا مبالغ فيها أو سطحية جدًّا وهذا يحدث عندما تجعلها هدفًا بحد ذاتها بدلًا من التركيز على الرسالة، فقد تؤثر على العلامة بشكل سلبي!
أخيرًا..
أسلوب الفكاهة سلاح ذو حدّين، استخدامه بحذر وبذكاء سيعزز ولاء الجمهور للعلامة ويزيد الوعي بالعلامة التجارية، باختصار يمكنك التجربة بالبدء بحملات ترفيهية صغيرة واختبر رد فعل الجمهور، وانتبه أن يطغى الضحك على الرسالة التسويقية أو تستخدم كلمة لا تكون مقبولة في ثقافتنا وتعاليمنا الإسلامية أو حتى المجتمعية.
المصادر:
-
Fast Company: The power of funny: How comedic creativity still fuels business growth
-
Fast Company: Humor in advertising can cue more than laughter
-
Illumin: Humor can be a marketer’s greatest asset
-
Wee!: How Humor is Driving Brand Success
-
The Comedy Crowd: Impact Of Comedy In Advertising
-
Built In: Use Humor in Your Next Marketing Campaign AdvertaLine: The Humor Revolution: Unleashing the Phenomenal Power of Advertising
-
Advisor Script: The Pros and Cons of Using Humor in Marketing
-
B2B News: Humour in Marketing: Should Brands Use It More?URS Digitally: The Power of Humour as a Marketing Strategy