لطلب خدمة كتابة محتوى لمشروعك املأ الفورم هنا ؛ خلّي صوت علامتك التجارية مسموع

مدونة أمل

العمل هو التغيير الذي نحب أن نراه في العالم

لديك ضغط عمل، كيف تحافظ على صحتك النفسية؟

تعلم كيف تحمي صحتك النفسية من ضغوط العمل والتوتر في 10 خطوات عملية، تشمل التوازن بين العمل والحياة، وبناء شبكة دعم.


كرائد أعمال أو صاحب عمل حر، كيف تحافظ على صحتك النفسية؟ 



سواءً كنت رائد أعمال أو صاحب عمل حر فبالتأكيد أنت في رحلة مليئة بالتحديات والمخاطر وبعض ضغوطات العمل خاصةً في مراحل اتخاذ قرارات مصيرية إلى الضغوط المالية والخوف من الفشل، نجد أنفسنا في مواجهة مستمرة مع القلق والتوتر وقلة نوم ربما، ووسط سعينا المستمر لبلوغ النجاح وتحقيق الأهداف قد نهمل جانبنا النفسي ونغرق في عالم الأعمال، رغم أن الاتزان والصحة النفسية هي أساس الاستمرارية والإبداع.

ومع كوننا مسلمين فإننا ندرك تمامًا أن منظومة النجاح في الأعمال -مهما سعيت- لا تتم دون توفيق الله والتوكّل عليه بالصبر والدعاء وبذل أسباب النجاح والكسب الطيّب، في هذا المقال ذكرت ١٠ أسباب تعينك على تخفيف الضغط وتساعدك بإذن الله على التوازن بين الحياة والعمل.


1. ادراك طبيعية الضغوط النفسية في عالم الأعمال 

فَهم المشكلة وادراكها نصف الحل برأيي، تقبّلنا لحياة مليئة بالمسؤوليات والتحدّيات ، خاصّةً في مراحل بناء المشروع شيء طبيعي، في دراسة صادرة عن Gallup تقول 45% من رواد الأعمال يعانون من ضغوط نفسية دائمة، بينما يعاني 72% منهم من نوبات توتر متكررة نتيجة ساعات العمل الطويلة، والقلق المالي المستمر والشعور بالوحدة في اتخاذ القرار وأيضًا مسؤولية فريق العمل والموارد المتاحة.

2. الوعي الذاتي

لا بأس أن تغرق في عملك، لكن لابد أن تلتف لذاتك وتعي أنك بحاجة للحفاظ على اتزانك النفسي، لاحظ شعورك السلبي، إن شعرت بقلق أو ارهاق توقّف، خذ قسطًا من الراحة ثم عُد وستجد حلولاً لا تعد ، كل ما زاد وعيك عن حالتك الشعورية الآنية، زادت قدرتك على إدارة توترك بشكل صحّي وهذا يحد من تفاقم المشكلة.

3. التوازن بين الحياة والعمل

يكاد ذلك يكون من أهم الخطوات للحفاظ على الصحة النفسية في العمل: التوازن، لا تعمل على حساب عائلتك، خصّص وقتًا للراحة، وقتًا للاستمتاع مع العائلة وممارسة هواياتك المفضّلة، توقف عن العمل خلال عطلات الأسبوع ، حاول تلزم نفسك بساعات عمل محددة وواضحة. التوازن لا يعني انتاجية قليلة أو ضعيفة بل على العكس الصحة الذهنية تجعل الانتاجية أفضل واتخاذك للقرار يكون مبنيًّا على وعي كامل وحضور ذهني وبالتالي سيكون قرار صائبًا أكثر.

4. وجود مجتمع داعم

رحلة الأعمال رحلة ليست سهلة، لا تخض غمارها وحدك! سواءً كنت في بداياتك أو في مراحل النمو، لابد من وجود مجتمع من مرشدين أو مؤسسين ذوو خبرة لدعمك نفسيًّا وعاطفيًّا وإرشادك في حال احتجت إلى توجيه أو نصيحة، انضم إلى مجتمع رواد الأعمال واحضر لقاءاتهم إن وجدت، كذلك حافظ على أصدقائك خارج بيئة عملك، هذا الدعم الاجتماعي سيمنحك رؤية جديدة للمشكلات ويقلل شعورك بالوحدة.

5. اطلب المساعدة إذا احتجت

أذكر أنني فترة الحجر الدولي فترة انتشار فايروس كورونا، سجلت في دورة عن الصحة النفسية من مختص نفسي اكلينيكي، وكانت من أجمل الدورات التي حضرتها وخرجت منها بفائدة عظيمة، هؤلاء المختصين يساعدوك في تغيير نظرتك لمشكلات الحياة، ولديهم أفكار تساعدك في إدارة الضغط والتعامل مع الخوف من الفشل مثلًا، إن شعرت أنك في مراحل تشبه الاحتراق النفسي لا تتردد في طلب المساعدة.

6. سجّل في نادي رياضي

كان هذا أفضل قرار اتخذته مؤخرًا، الصحة الجسدية تعزز الصحة النفسية بشكل مباشر ومذهل! وقرأت أن التمارين الرياضية تحفز إفراز هرمون السعادة مثل الإندورفين وتقلل التوتر، وبالفعل سجلت مع مدربة شخصية وأمارس الرياضة بانتظام ٤ مرات في الأسبوع مع الاهتمام بغذاء جيد ومتوازن.. أما عن النوم الجيد في الليل (معدل ٧-٨ ساعات في اليوم) فهذا هو جهادي اليومي إذا انتصرت يكون اليوم التالي أفضل بكثير وأكثر انجاز.


7. لحظات تأمل في الطبيعة

ليست نصيحة من نصائح أهل اليوغا والطاقة ، لكن هذا ما أفعله في حال الضغط، أتوقّف ثم أذهب للبحر أو للحديقة وأستمتع بالهواء وصوت العصافير أو صوت البحار، أسبّح ، أذكر الله ، ولو أنه شيء بسيط وغير مكلف لكن سحره عجيييب ، كل شعور سلبي بعده يختفي! كذلك أحيانًا أكتب أحزاني لأفرغها ثم أمزّق الورقة، قالت لي جدتي يومًا: "الحياة مثل المرجيحة ، مرة فوق مرة تحت" وفعلًا يوم حزن ويوم جميل ، لا توجد حياة كاملة لذلك علينا دائمًا التنبه لمشاعرنا ونحسن التعامل معها.

8. تعلّم قول "لا"

كنت أخجل من كلمة (لا) خاصّة وأنها من باب مساعدة الغير وأجر ، لكن تعلّمت تقييم وترتيب الأولويات حمايةً لوقتي وجهدي ، فمثلًا في حال احتاج أحد المساعدة ولتجنّب كسر الخواطر ، لا أقول (لا) صريحة لكن أواري فمثلًا "أبشر بس الآن عندي كم شغلة أول ما أخلصها أشوف لك الموضوع" هكذا ببساطة ، أحيانًا أعود بعد فترة وأقوم بالمساعدة فعلًا وأحيانًا يقول لي نفس الشخص "خلاص الحمد لله انحلت" لذلك مهم تتعلّم قول (لا) ولكن بلباقة.

9. الفشل خطوة من خطوات النجاح

لا يوجد نجاح دون فشل مسبق! كيف سنتعلّم؟ كيف سنجرّب؟ كيف سنكتسب الخبرات؟ كيف نصبح خبراء؟ بالفشل! لماذا نفرح بالنجاح؟ لأنه يأتي بعد محاولات عديدة، بعد صبر طويل، بعد فشل متكرّر. توجد مقولة شهيرة لتوماس أديسون: "لم أفشل، بل وجدت 10,000 طريقة لا تعمل" وهكذا غيّر نظرتك للفشل وتأكد بتوكلك على الله وصبرك ودعاءك ستجد الحل يومًا فقط استمر بالمحاولة.

قصة ملهمة عن التاجر الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

10. تبنّي عقلية النمو

تقول العالمة كارول دويك: "الأشخاص الذين يؤمنون بأنهم قادرون على التطور والتعلم من التحديات، يتمتعون بصحة نفسية أقوى." ، تعجبني هذه العقلية، عندما تخطئ اعترف وحسّن أخطاءك، عندما يتبدّل الحال تقبّل التغيير وتكيف معه، انظر على الضغوطات كفرصة للتطوير، كل ذلك يقوّي النفس ويجعلها تتمتع بمرونة عالية وهذا المطلوب خاصة في عالم سريع التغيير والتطوير.


أخيرًا.. 

لا تقيس نجاحك بالانجازات التي تحققها فقط، بل بكيفية حفاظك على نفسك خلال تلك الرحلة. توكلك على الله وصبرك ثم وعيك بذاتك، وإدارة وقتك، ووجودك في مجتمع داعم ومساند، تستطيع أن تحافظ على اتزانك النفسي. عني شخصيًّا، وجدت التوازن في ترتيب يومي بين الرياضة وحفظ القرآن في حلقة في مسجد قريب لمنزلي بعد ساعات العمل، وهذا منح وقتي ويومي بركة عجيبة بفضل الله ثم في بقيّة يومي أتفرّغ لحياتي العائلية والاجتماعية.

دمتم بخير



المصادر:

  1. Gallup (2014) – Wellbeing: The Five Essential Elements

  2. Guy Winch – Emotional First Aid

  3. Carol Dweck – Mindset: The New Psychology of Success

  4. Harvard Business Review – "The Mental Health Crisis of Entrepreneurs"

  5. Forbes – "Why Founders Should Prioritize Mental Health"

  6. American Psychological Association – Stress in America Survey

  7. Calm.com, Headspace.com – Mindfulness & Meditation Apps

  8. Mind.org.uk – Mental Health Resources for Entrepreneurs

إرسال تعليق